الأحد، فبراير 26

صوت الحريه


صوت الحرية.... مسرحية شعريه

يرفع الستار ... ويدخل اثنين من الخدم قائلين ...
الاول : مالى ارى كثر الحمق فى هذا الكيان
الا يحين الوقت لترك اللهو والهذيان

الثانى : ايارفيقى وما بنا لتفكير بامعان
فما نحن الا خداما ..قد عف علينا الزمان
لا تشغل بالك رفيقى ...بما ات وما كان
الاول : كيف لى ان اصمت على الجارى
وما بك تحيد بحبثك عن حوارى
الثانى  : انا لست بمثلك ... اشغل افكارى
وماذا يعود على ّ من ماهو جارى
الاول : السنا تربينا فى هذا الصرح العتيد
ام اتيناه من الزمن البعيد
يقاطعهم هنا صوت اقدام قادمه .. انها الاميرة
الاميرة: مالى ارى واسمع صوت يعلوا
اما تعلمتم ان هنا الصوت يخفض
ثم لم العمل منكم متروك
ام اجسامكم اصبحت لاتصمد
ثم نظرت من الرفه لتجد عجوزا تسير وتنشد

ايا ساكنة القصور هل ترينى
كم انا متعبة وقواى منهكة
فؤادى برزق الله راض
مادعى عليكم او منكم اشتكى
ولكن هيهات يطول العذاب
اما تنزلون الينا ونحن جنود المعركه
سنحررها منكم وان طال المد
ان كنا العجزة او الشباب المفرقه
ثم نادت الاميرة ....
الىّ بتلك الخرقاء وماتهذى
اتهاجم قصر الملوك ياللهوان
فبسلطانى لاكوينها عذابا
لم يراه انس قبلها ولا جان

نزل الخادمان واصطحبا العجوز مكرمة الى القصر وعند دخولهم على الاميرة صاحت فيهم بصوت عالى .
ايا ابلها لِمَ لم تنكلا بها
الم تسمعاها تسب اميرتكم
ام انتم  بهذا الحنان تمتلئان
فما هى الا خرقاء مثلكم
قاطعها الخادم الاول قائلا ..
ان كنت ورثتينا فورثك قريبا زائل
اما بالموت واما بالخراب
لا تسعدى وتتفاخرى بما هو راحل
فغدا يسقيك الشعب الوان العذاب
اتحسبى ان ملكك يحول عن الحق ابدا
الحق يعود غدا مادام هناك له اصحاب


تظهر ملامح الغضب فى اعين الاميرة وتنادى على احد الحراس  وتأمره :
ايا حارسا هل لى بالحديد وتقييدهم
فهاذان ما الا جرزان فى القصر تقذرٌ
وان سمعتم من يقولقولهم
فقتل بدون ان تحذروا
فصاح الحارس منشدا:
لبيك اميرتى وسمعا وطاعا
فما نحن بدونك الا  مماليكا لهم
من الان نسقيهم الصاع الف صاع
والا فليتقوا شر نفسهم
فناداه الخادم باكيا ...
ايا حارسا اليس فينا من هم والديك
الا تتذكر كم تعبا لتعلوا المراتب
الا تتذكر فضلهم بعد الله عليك
الم الهتك عنهم الكراسى والمناصب
اغرب ونفذ امر شيطانه
فبدعائنا عليكم باذن الله غاضب
ولا تاتيانا بحجج بالغه
فلستم السبب فى رد كيد الغاصب
ما ارداه مكانته غير دماء الابطال
اتنتم ترقدون وتنعمون
وهم كالصقور تحارب
تعلوا جبين الحراس ضحكة سخريه اعتاد الخدم على سماعها دائما واتجه الى الاميرة قائلا :
اميرتنا ... نحن راعيتك فارعنا
اترضين لنفسك الجوع والعذاب
لماذا لم تسالى عن جوعنا
وحلمنا الذى تبخر كالسراب
بيدك الان ان تمحى دمعنا
وتقضى بما امر الله فى الكتاب
فان كنت فاعلة لك طوعنا
وان لم تفعلى فغدا مثواك التراب
فاعملى لدار غد لاملك سينجيكى
غير دعوة فقير فى ظهر غياب
ضحكت الاميرة ضحكة تبين منها الشراسه  والسخريه  وقالت
اراك تنشد كانك واص على العباد
ما محنتك ... علىّ استجيب
عليك الطلب وعلينا السداد
ولا تتحدث لاحد فلا يكون لك نصيب
قاطعها الخادم فى حسرة بالغه ودموع منه تسيل على وجنتيه
اميرتى ... انا لا ابيع الاهل والخلان
لا ذهبا ولا مالا عنهم يغنينى
هؤلاء سندى فى الدنيا والزمان
ما غير حبهم على الارض يبقينى
فان هم ولو .. يول المكان
اصارع اسود فى القفار وحدى .. ودعائهم يفدينى
فكيف لى ان ابيع قومى
من من النار يومئذ ينجينى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق